الأبحاث والدراسات

استراتجية رشد لرعاية الأيتام
مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية الملف
استراتجية رشد لرعاية الأيتام

قضية رعاية الأيتام بالمملكة العربية السعودية من القضايا القائمة الأهمية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - لقد كان أمر العناية بالأيتام مما يشغل بال المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله - فقد أمر بإنشاء دار الأيتام بمكة المكرمة على نفقته الخاصة، وافتتح مبناها بنفسه عام (1357هـ - 1938م) - كما أمر بإنشاء مبنى خاص بالأيتام بمدينة الرياض في عام (1357هـ)، هذا فضلاً عن الدعم المالي والمعنوي المستمر لهذه الدار". إذن فالاهتمام برعاية الأيتام بالمملكة العربية السعودية ليس وليد اليوم، بل منذ عهد الملك المؤسس - رحمه الله - وكما هو معلوم أنه "تقع مسؤولية رعاية الأبناء الذين حرموا من الرعاية الوالدية لأي سبب من الأسباب كاليتم أو التفكك الأسري على المجتمع بكل مؤسساته، فالرعاية المجتمعية هي منظومة متكاملة شاملة للعديد من الخدمات التي تقدمها الدولة لأبنائها كالرعاية الصحية والتعليمية والثقافية والمؤسسية لذا فأي قصور في نمط الرعاية التي تقدم للأبناء قد يصاحبه العديد من المشكلات المتعلقة بالصحة والتعليم والسلوك". وهذه الرعاية لليتيم تتضافر عدة جهود من أجل تحقيقها بداية من تأسيس الجمعيات الأهلية والمؤسسات غير الربحية الراعية للأيتام من خلال مبادرات أهل الخير والمهتمين من رجال الأعمال وغيرهم من الأفراد، بالإضافة إلى فرق العمل من العاملين بهذه المؤسسات بصفة رسمية ودائمة، وكذلك فئة الداعمين والمانحين، والمتطوعين، وأيضا المختصون في المجال الاجتماعي. وتوحد جهود كثيرة تبذلها الدول والحكومات والأفراد والمؤسسات التطوعية لرعاية الأيتام وكفالتهم قد تكون جهودًا منظمة هادفة، وقد تكون عشوائية، الأمر الذي يتطلب الكشف عن برامج الرعاية المقدمة لهؤلاء الأيتام وتحديد إطار علمي لرعاية اليتيم لتحقيق الرعاية الشاملة والمتكاملة له مستقبلاً. ومن هنا كانت الحاجة إلى وضع استراتيجية شاملة لرعاية الأيتام بالمملكة العربية السعودية والتي بموجبها يتم تثبيت نظام موحد لتقديم هذه الخدمة الاجتماعية الإنسانية مبني على أساس علمي مدروس ومخطط له جيدا. ومما لا شك فيه فإن أي استراتيجية لا بد لها أن تراعي الأنظمة والتشريعات المتعلقة بهذا النشاط في الدولة وكذلك الأنظمة الدولية من أجل الاستفادة من التجارب العالمية في رعاية الأيتام ومحاولة تحقيق التوافق في الجوانب الممكنة وتقريب وجهات التباعد. ولا شك أن قضية الأيتام ورعايتهم من أهم القضايا التي تؤرق الدولة والمجتمع وذلك لأنها قضية تجمع الجانب الإنساني والواجب الشرعي الذي بقره لنا دين الإسلام. والاهتمام بالأيتام ورعايتهم يكفي المجتمع من العديد من المشكلات التي قد تنتشر في حال عدم رعايتهم. وعليه فإن الواقع الذي تعيشه جمعيات ودور رعاية الأيتام يكتنفه بعض الغموض مع وجود كثير من المشكلات المتباينة التي تحيط بهذه المؤسسات واتساع البلاد جغرافيا يزيد من صعوبة التعرف على التحديات التي تحيط بهذه المؤسسات، مما استدعى عمل مسح شامل تتضافر فيه جهود المختصين والمؤسسات التي تهتم بالعمل الخيري من أجل الوصول إلى كل ما له علاقة برعاية الأيتام من مؤسسات وعاملين ومستفيدين وداعمين ومتطوعين وكذلك المختصين والأفراد المهتمين بقضية رعاية الأيتام.


أخبرنا برأيك