الأبحاث والدراسات
د.خالد بن رشيد بن محمد النويصر | الملف |
قامت الدراسة الحالية على منطلقين، الأول هو ان الأيتام فئة اجتماعية لها خصائص تميزها عن بقية فئات المجتمع تجعلها معرضة أكثر من غيرها لمعناة نفسية واجتماعية واقتصادية ينجم عنها مشكلات سلوكية تفرض على المجتمع ومؤسساته الحكومية والأهلية واجبات دينية وأخلاقية لرعايتهم ودعمهم وتوفير فرص حياة كريمة لهم. والمنطلق الثاني هو أن رعاية الأيتام يجب ألا تقتصر على توفير المأوى والمسكن والملبس والطعام، وأن نظام التعليم ومناهجه وبرامجه الحالية لا تحقق احتياجات الأيتام من الرعاية التربوية والنفسية التي تجعلهم يتمتعون بصحة نفسية سليمة واستقلال ذاتي.
ولهذا سعت الدراسة الحالية للمساهمة في وضع أسس نظرية تصمم بناء عليها برامج تربوية ونفسية لرعاية الأيتام. وحددت الدراسة احتياجاتهم التدريبية من وجهت نظر ثلاث فئات ذات علاقة مباشرة بالموضوع: عينة من فئة الأيتام أنفسهم، وعينة أخرى من فئة القائمين على رعايتهم (المشرفون) وعينة ثالثة من المختصين في التربية وعلم النفس (التربويون).
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أنه لا يوجد اختلاف ذو دلالة بين الفئات الثلاث على الأهمية الكلية للمهارات التي ينبغي أن يتدرب عليها الأيتام لكي يحظوا بصحة نفسية تمكنهم من الانخراط في حياتهم، وبيئاتهم بسعادة واستقلالية وإيجابية
وقد رأت العينات الثلاث تصنيف مهارة تحقيق الذات في المرتبة الأولى من بين كل المهارات السبع والعشرين (27) التي تضمنتها القائمة، أي أنها الأشد حاجة. وتلاها في الأهمية ضمن أعلى خمس مهارات، ما يلي: تحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل ثم اتخاذ القرار وحل المشكلات، تلاها التوافق النفسي ثم التواصل مع الآخرين.
ونتائج الدراسة الحالية تتوافق مع نتائج الدراسات السابقة ومع الأدبيات المنشورة حول طبيعة سيكولوجية الأيتام، وطبيعة الرعاية التربوية والنفسية التي هم بحاجة لها. فمن الملاحظ أن تلك المهارات الخمس التي حصلت على أعلى درجات الأهمية تتمحور حول الصحة النفسية لليتيم، واستقلالية شخصيته، وتفاعله الإيجابي مع من يحيط به.
أخبرنا برأيك